كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الخامس والأربعون: أن العبد إذا رضي به وعنه في جميع الحالات: لم يتخير عليه المسائل وأغناه رضاه بما يقسمه له ويقدره ويفعله به عن ذلك وجعل ذكره في محل سؤاله بل يكون من سؤاله له الإعانة على ذكره وبلوغ رضاه فهذا يعطي أفضل ما يعطاه سائل كما جاء في الحديث من شغله ذكرى عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين فإن السائلين سألوه فأعطاهم الفضل الذي سألوه والراضون رضوا عنه فأعطاهم رضاه عنهم ولا يمنع الرضى سؤاله أسباب الرضى بل أصحابه ملحون في سؤاله ذلك.
السادس والأربعون: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يندب إلى أعلى المقامات فإن عجز العبد عنه: حطه إلى المقام الوسط كما قال: اعبد الله كأنك تراه فهذا مقام المراقبة الجامع لمقامات الإسلام والإيمان والإحسان ثم قال فإن لم تكن تراه فإنه يراك فحطه عند العجز عن المقام عن المقام الأول إلى المقام الثاني وهوالعلم باطلاع الله عليه ورؤيته له ومشاهدته لعبده في الملأوالخلاء وكذا الحديث الآخر: إن استطعت أن تعمل لله بالرضى مع اليقين فافعل فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا فرفعه إلى أعلى المقامات ثم رده إلى أوسطها إن لم يستطع الأعلى فالأول: مقام الإحسان والذي حطه إليه: مقام الإيمان وليس دون ذلك إلا مقام الخسران.
السابع والأربعون: أنه أثنى على الراضين بمر القضاء بالحكم والعلم والفقه والقرب من درجة النبوة كما في حديث الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما أنتم فقالوا: مؤمنون فقال: ما علامة إيمانكم فقالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضى بمر القضاء والصدق في مواطن اللقاء وترك الشماتة بالأعداء فقال: حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
الثامن والأربعون: أن الرضى آخذ بزمام مقامات الدين كلها وهو روحها وحياتها فإنه روح التوكل وحقيقته وروح اليقين وروح المحبة وصحة المحب ودليل صدق المحبة وروح الشكر ودليله قال الربيع بن أنس: علامة حب الله: كثرة ذكره فإنك لا تحب شيئا إلا أكثرت من ذكره وعلامة الدين: الإخلاص لله في السر والعلانية وعلامة الشكر الرضى بقدر الله والتسليم لقضائه وقال أحمد بن أبي الحواري: ذاكرت أبا سليمان في الخبر المروي أول من يدعى إلى الجنة الحمادون فقال: ويحك ليس هو أن تحمده على المصيبة وقلبك يتعصى عليك إذا كنت كذلك فارجع إلى الصابرين إنما الحمد: أن تحمده وقلبك مسلم راض فصار الرضى كالروح لهذه المقامات والأساس الذي تنبني عليه ولا يصح شيء منها بدونه ألبتة والله أعلم التاسع والأربعون: أن الرضى يقوم مقام كثير من التعبدات التي تشق على البدن فيكون رضاه أسهل عليه وألذ له وأرفع في درجته وقد ذكر في أثر إسرائيلي: إن عابدا عبد الله دهرا طويلا فأري في المنام: أن فلانة الراعية رفيقتك في الجنة فسأل عنها إلى أن وجدها فاستضافها ثلاثا لينظر إلى عملها فكان يبيت قائما وتبيت نائمة ويظل صائما وتظل مفطرة فقال لها: أما لك عمل غير ما رأيت قالت: ما هو والله غير ما رأيت أو قالت: إلا ما رأيت لا أعرف غيره فلم يزل يقول لها: تذكري حتى قالت: خصيلة واحدة هي في وذلك: أني إن كنت في شدة لم أتمن أني في رخاء وإن كنت في مرض لم أتمن أنى في صحة وإن كنت في الشمس لم أتمن أنى في الظل قال: فوضع العابد يده على رأسه وقال: أهذه خصيلة هذه والله خصلة عظيمة يعجز عنها العباد وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه: من رضي بما أنزل من السماء إلى الأرض غفر له وفي أثر مرفوع: من خير ما أعطي العبد: الرضى بما قسم الله له وفي أثر آخر: إذا أحب الله عبدا ابتلاه فإن صبر اجتباه فإن رضي اصطفاه وفي أثر: إن بني إسرائيل: سألوا موسى أن يسأل ربه أمرا إذا هم فعلوه رضي عنهم فقال موسى: رب إنك تسمع ما يقولون فقال: قل لهم يرضون عني حتى أرضى عنهم وفي أثر آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أحب أن يعلم ماله عند الله فلينظر مالله عنده فإن الله ينزل العبد منه حيث ينزله العبد من نفسه وفي أثر آخر: من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل وقال بعض العارفين: أعرف في الموتى عالما ينظرون إلى منازلهم في الجنان في قبورهم يغدي عليهم ويراح برزقهم من الجنة بكرة وعشيا وهم في غموم وكروب في البرزخ لو قسمت على أهل بلد لماتوا أجمعين.
قيل: وما كانت أعمالهم قال: كانوا مسلمين مؤمنين إلا أنهم لم يكن لهم من التوكل ولا من الرضى نصيب وفي وصية لقمان لابنه: أوصيك بخصال تقربك من الله وتباعدك من سخطه: أن تعبد الله لا تشرك به شيئا وأن ترضى بقدر الله فيما أحببت وكرهت وقال بعض العارفين: من يتوكل على الله ويرض بقدر الله فقد أقام الإيمان وفرغ يديه ورجليه لكسب الخير وأقام الأخلاق الصالحة التي تصلح للعبد أمره الخمسون: أن الرضى يفتح باب حسن الخلق مع الله تعالى ومع الناس فإن حسن الخلق من الرضى وسوء الخلق من السخط وحسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وسوء الخلق يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب الحادي والخمسون: أن الرضى يثمر سرور القلب بالمقدور في جميع الأمور وطيب النفس وسكونها في كل حال وطمأنينة القلب عند كل مفزع مهلع من أمور الدنيا وبرد القناعة واغتباط العبد بقسمه من ربه وفرحه بقيام مولاه عليه واستسلامه لمولاه في كل شيء ورضاه منه بما يجريه عليه وتسليمه له الأحكام والقضايا واعتقاد حسن تدبيره وكمال حكمته ويذهب عنه شكوى ربه إلى غيره وتبرمه بأقضيته ولهذا سمى بعض العارفين الرضى: حسن الخلق مع الله فإنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه وحذف فضول الكلام التي تقدح في حسن خلقه فلا يقول: ما أحوج الناس إلى مطر ولا يقول: هذا يوم شديد الحر أو شديد البرد ولا يقول: الفقر بلاء والعيال هم وغم ولا يسمى شيئا قضاه الله وقدره باسم مذموم إذا لم يذمه الله سبحانه وتعالى فإن هذا كله ينافى رضاه وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: أصبحت ومالي سرور إلا في مواقع القدر وقال ابن مسعود رضي الله عنه: الفقر والغنى مطيتان ما أبالي أيهما ركبت إن كان الفقر فإن فيه الصبر وإن كان الغنى فإن فيه البذل.
وقال ابن أبي الحواري أو قيل له إن فلانا قال: وددت أن الليل أطول مما هو فقال: قد أحسن وقد أساء أحسن حيث تمنى طوله للعبادة والمناجاة وأساء حيث تمنى ما لم يرده الله أحب ما لم يحبه الله.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أبالي على أي حال أصبحت وأمسيت: من شدة أو رخاء وقال يوما لامرأته عاتكة أخت سعيد بن زيد وقد غضب عليها: والله لأسوأنك فقالت: أتستطيع أن تصرفني عن الإسلام بعد إذ هداني الله له قال: لا فقالت: فأي شيء تسوءني به إذا تريد أنها راضية بمواقع القدر لا يسوءها منه شيء إلا صرفها عن الإسلام ولا سبيل له إليه وقال الثوري يوما عند رابعة: اللهم ارض عنا فقالت: أما تستحي أن تسأله الرضى عنك وأنت غير راض عنه فقال: أستغفر الله ثم قال لها جعفر بن سليمان: متى يكون العبد راضيا عن الله فقالت: إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة.
وفي أثر إلهي: ما لأوليائي والهم بالدنيا إن الهم بالدنيا يذهب حلاوة مناجاتي من قلوبهم وقيل: أكثر الناس هما بالدنيا أكثرهم هما في الآخرة وأقلهم هما بالدنيا أقلهم هما في الآخرة فالإيمان بالقدر والرضى به: يذهب عن العبد الهم والغم والحزن وذكر عند رابعة ولي لله قوته من المزابل فقال رجل عندها: ما ضر هذا أن يسأل الله أن يجعل رزقه في غير هذا فقالت: اسكت يا بطال أما علمت أن أولياء الله هم أرضى عنه من أن يسألوه أن ينقلهم إلى معيشة حتى يكون هو الذي يختار لهم وفي أثر إسرائيلي: أن موسى: سأل ربه عما فيه رضاه فأوحى الله إليه: إن رضاه في كرهك وأنت لا تصبر على ما تكره فقال: يا رب دلنى عليه فقال: إن رضاه في رضاك بقضائي وفي أثر آخر: أن موسى عليه السلام قال: يا رب أي خلقك أحب إليك فقال: من إذا أخذت منه محبوبه سالمني قال: فأي خلقك أنت عليه ساخط قال: من استخارني في أمر فإذا قضيته له سخط قضائي.
وفي أثر آخر: أنا الله لا إله إلا أنا قدرت التقادير ودبرت التدابير وأحكمت الصنع فمن رضي فله الرضى مني حتى يلقانى ومن سخط فله السخط حتى يلقاني الثاني والخمسون: أن أفضل الأحوال: الرغبة في الله ولوازمها وذلك لا يتم إلا باليقين والرضى عن الله ولهذا قال سهل: حظ الخلق من اليقين على قدر حظهم من الرضى وحظهم من الرضى على قدر رغبتهم في الله الثالث والخمسون: أن الرضى يخلصه من عيب ما لم يعبه الله ومن ذم ما لم يذمه الله فإن العبد إذا لم يرض بالشيء عابه بأنواع المعايب وذمه بأنواع المذام وذلك منه قلة حياء من الله وذم لما ليس له ذنب وعيب لخلقه وذلك يسقط العبد من عين ربه ولو أن رجلا صنع لك طعاما وقدمه إليك فعبته وذممته لكنت متعرضا لمقته وإهانته ومستدعيا منه: أن يقطع ذلك عنك وقد قال بعض العارفين: إن ذم المصنوع وعيبه إذا لم يذمه صانعه غيبة له وقدح فيه الرابع والخمسون: أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الله الرضى بالقضاء كما في المسند والسنن: اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضى وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيما لا ينفد وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضى بعد القضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: سأله الرضى بعد القضاء لأنه حينئذ تبين حقيقة الرضى وأما الرضى قبله: فإنما هو عزم على أنه يرضى إذا أصابه وإنما يتحقق الرضى بعده قال البيهقي وروينا في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضى بالقدر الخامس والخمسون: أن الرضى بالقدر يخلص العبد من أن يرضي الناس بسخط الله وأن يذمهم على ما لم يؤته الله وأن يحمدهم على ما هو عين فضل الله فيكون ظالما لهم في الأول وهو رضاهم وذمهم مشركا بهم في الثانى وهو حمدهم فإذا رضي بالقضاء تخلص من ذمهم وحمدهم فخلصه الرضى من ذلك كله وقد روى عمرو بن قيس الملائي عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من ضعف اليقين: أن ترضي الناس بسخط الله وأن تحمدهم رزقالله وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كره كاره وإن الله بحكمته جعل الروح والفرح في الرضى واليقين وجعل الهم والحزن في الشك والسخط وقد رواه الثوري عن منصور عن خيثمة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم السادس والخمسون: أن الرضى يفرغ قلب العبد ويقلل همه وغمه فيتفرغ لعبادة ربه بقلب خفيف من أثقال الدنيا وهمومها وغمومها كما ذكر ابن أبي الدنيا عن بشر بن بشار المجاشعي وكان من العلماء قال: قلت لعابد: أوصنى قال: ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك فهو أحرى أن يفرغ قلبك ويقلل همك وإياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به فيلقيك مع الذين سخط الله عليهم وقال بعض السلف: ذروا التدبير والاختيار تكونوا في طيب من العيش فإن التدبير والاختيار يكدر على الناس عيشهم وقال أبو العباس بن عطاء: الفرح في تدبير الله لنا والشقاء كله في تدبيرنا وقال سفيان بن عيينة: من لم يصلح على تقدير الله لم يصلح على تقديره نفسه وقال أبو العباس الطوسي: من ترك التدبير عاش في راحة وقال بعضهم: لا تجد السلامة حتى تكون في التدبير كأهل القبور وقال: الرضاء ترك الخلاف على الرب فيما يجريه على العبدر.
وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله لقد تركتني هؤلاء الدعوات وما لي في شيء من الأمور كلها أرب إلا في مواقع قدر الله وكان كثيرا ما يدعو: اللهم رضني بقضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته وقال: ما أصبح لي هوى في شيء سوى ما قضى الله عز وجل وقال شعبة: قال يونس بن عبيد: ما تمنيت شيئا قط وقال الفضيل بن عياض: الراضي لا يتمنى فوق منزلته وقال ذو النون: ثلاثة من أعلام التسليم: مقابلة القضاء بالرضى والصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء وثلاثة من أعلام التفويض: تعطيل إرادتك لمراده والنظر إلى ما يقع من تدبيره لك وترك الاعتراض على الحكم وثلاثة من أعلام التوحيد: رؤية كل شيء من الله وقبول كل شيء عنه وإضافة كل شيء إليه وقال بعض العارفين: أصل العبادة ثلاثة: لا ترد من أحكامه شيئا ولا تسأل غيره حاجة ولا تدخر عنه شيئا وسئل ابن شمعون عن الرضى فقال: أن ترضى به مدبرا ومختارا وترضى عنه قاسما ومعطيا ومانعا وترضاه إلها ومعبودا وربا وقال بعض العارفين: الرضى ترك الاختيار وسرور القلب بمر القضاء وإسقاط التدبير من النفس حتى يحكم الله لها أو عليها وقيل: الراضي من لم يندم على فائت من الدنيا ولم يتأسف عليها ولله در القائل:
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر ** والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير أجمع فيما اختار خالقنا ** وفي اختيار سواه اللوم والشوم

السابع والخمسون: أنه إذا لم يرض بالقدر وقع في لوم المقادير إما بقالبه وإما بقلبه وحاله ولوم المقادير لوم لمقدرها وكذلك يقع في لوم الخلق والله والناس يلومونه فلا يزال لائما ملوما وهذا مناف للعبودية قال أنس رضي الله عنه: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي لشيء فعلته: لم فعلته ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته ولا قال لي لشيء كان: ليته لم يكن ولا لشيء لم يكن: ليته كان وكان بعض أهله إذا لامني يقول: دعوه فلو قضي شيء لكان وقوله: لو قضى شيء لكان يتناول أمرين أحدهما: ما لم يوجد من مراد العبد والثاني: ما وجد مما يكرهه وهو يتناول فوات المحبوب وحصول المكروه فلو قضي الأول لكان ولو قضي خلاف الآخر لكان فإذا استوت الحالتان بالنسبة إلى القضاء فعبودية العبد: أن يستوي عنده الحالتان بالنسبة إلى رضاه وهذا موجب العبودية ومقتضاها يوضحه:
الثامن والخمسون: أنه إذا استوى الأمران بالنسبة إلى رضى الرب تعالى فهذا رضيه لعبده فقدره وهذا لم يرضه له فلم يقدره فكمال الموافقة: أن يستويا بالنسبة إلى العبد فيرضى ما رضيه له ربه في الحالين.
التاسع والخمسون: أن الله تعالى نهى عن التقدم بين يديه ويدى رسوله في حكمه الديني الشرعي وذلك عبودية هذا الأمر فعبودية أمره الكوني القدري: أن لا يتقدم بين يديه إلا حيث كانت المصلحة الراجحة في ذلك فيكون التقدم أيضا بأمره الكوني والديني فإذا كان فرضه الصبر أو ندبه أو فرضه الرضى حتى ترك ذلك: فقد تقدم بين يدي شرعه وقدره.